الأمومة الثكلى

ياصبر السنين الضائعة ......يا مرض ووجع أغلى الأحبة لنا ,يا أصعب وأقسى وجع ....يا نفسا بائسة

حزينة ....ياأما ثكلى وماهي بثكلى ,لاهي فقدت وليدها لتبكيه ويبكيه معها من حولها ....ولاهي أما

مطمئنة ترعى بحنان أمومتها نبتة عمرها وتراقب هانئة نمو فلذة قلبها.

عامان ...تلاثة ....أكثر لاتدري لاتدري ,حساب الزمن سقط من ذهنها ,مرت سنوات طويلة بطيئة لاتدري

عددها ,فالزمن في الفواجع والمصائب والاحزان يتوقف بنا ,عقارب ساعاتنا تصلب لاتتحرك تنتظر معنا

الفرج ,سنوات عديدة وأمومة هذه الأم في حالة احتضار دائم ,وخوف دائم ,تترقب مذعورة دائم .....

أعوام طويلة وأمومتها تنزف في أعماق سراديب نفسها المهزومة وفوق خطوط ملامحها المذعورة .

أمومتها في وجعها خرساء بلهاء تتحدث بلاصوت ,تصيح بلاصدى ,أعوام طويلة وابنها فوق هذا السرير

في غيبوبة كاملة بعد أن أصيب في حادث والاصابة كانت في الرأس ,ومنذ ذلك اليوم وهو يرقد فوق هذا

السرير في غيوبة كاملة محاطا بكل هذه الأجهزه ,وهي أيضا منذ ذلك اليوم ,يوم الحادث المشؤوم وهي في

غيبوبة مماثله تتحرك حركة ألية كجهاز مبرمج على برامج محددة بلاانفعال بلامشاركة ,فقد تجمدت انفعالاتها

ومشاركتها تجاه كل تلك الأشياء منذ أن تجمدت أمومتها في قوقعة هذه الفجيعة ,حينما أصيب إبنها كان جميع

الأهل والأصدقاء حولها,الان انصرف الجميع من حولها ........فجيعتها هانت في عيون الجميع إلافي عينها

مصيبتها صغرت ,تلاشى الاحساس بها في نفوس الجميع إلافي نفسها .

انعزلت عن الجميع انفرت بإبنها وعادت إلى ربها .....إلى صلاتها ....إلى تسبيحها ...أوصدت أبواب قلبها

المذبوح ...المفجوع في وجه كل البشر أوصدته حتى عن لمسة حنان من حبيب فلن يزيدها الحزن والعطف

إلاقهرا على قهرها ........لن تزيدها المواساة والشفقة على ابنها وعلى حالها إلاألما على ألمها .

بعض أنواع الحنان والمواساة ينعكس في نفوسنا المصابة بإحساس مكروة من الشفقة ,واه لاأحد منا مهما

ضعف يرضى على نفسة الشفقة ,ويرضى على نفسة صدقة العواطف.

هاهي الأيام تمضي ويخبوا الألم رويدا رويدا ويتحول هذا الجسد الممدد أمامها الى حقل تجارب لهؤلاء الأطباء

وفي كل يوم يزداد عدد الأجهزة فتراها تتحول حول جسده كأذرع أخطبوط تحيطه من كل إتجاه ,وفي لحظات

من اليأس والضعف كانت تتمنى أن تمد يدها وتوقف كل تلك الأجهزه ,تعطلها تنزعها من حول ابنها ,تدعه يواجه

قدره ,ماأفظعها من أفكار لكن إلى متى سيظل حالهما على هذا الحال !!وصاحت باكية ناحبة ::::

ياولدي أتسمعني !!أتشعر بي !!كيف أعيدك إلى وعيك ,بأي لسان أخاطبك ؟!بحنان أمومتي المغتال بين أضلعي

أوبنداء صبر السنين ,أو بصراخ عذاب كفاح عقيم شربت صديدة راضية ضائعة إلى أن أشد عودك الأخضر

ووقفت أمامي شابا يافعا ؟؟؟؟

وفي لحظة واحدة انتهى كل شيء ....أحظروك لي محمولا ,أحظروك لي ممددا ....لاحيا ولاميتا ....لاواعيا

ولاغائبا.....خرجت بعد أن قبلتني مودعا وفرحة الشباب فيك تصرخ ,وضحة العشرين عاما منك تصدح

عدت محمولا ممددا.....

قم ياولدي ...انهض ......كذب عيني ...دعك من كل هذا المزاح ...أرجوك لاتفجع قلبي فلايوجد في هذا القلب

مكان لمزيد من الجراح .

أنا لست أول أم تثكل أمومتها ولست أخر أم بهذا السكين تطعن ,لكن إلى متى تظل أمومتي هكذا بين الحياة والموت

بين الوعي والغيبوبة ؟؟؟؟

ياولدي ياحبيبي ...قم ....قم .....خذ عافيتي واعطني مرضك .....خذ صحتي واعطني وجعك ....قم ياولدي لاأريد

منك شيئا ....كل ماأريدة منك أن تنهض وبالأماكن ياولدي أن تتبدل .

""""اللهم في الفواجع برد بالإيمان قلوبنا ....وفي النوائب صبر بالتقوى أفئدتنا ....وعلى إحتمال فراق الأحبة بذكرك

ثبت عقولنا ....وإجعلنا ياالله نحتوي محننا لاتحتوينا """"

:564557: مواضيعك رائعة

مجهوووووود راااااااائع

الف شكر لك اخي ع الموضوع الجميل

:هخ9:

مشكورين على الرد يسلمووووووووووووووووووووو